Monday, November 09, 2009

أعطني حريتي

إلى رجل مهم
وغالٍ
إلى نصف أبي


هو نَجمٌ
ساطعٌ في سمائه
يزدادُ لمعاناً
يضوي
كما من مجدٍ إلى مجدٍ
هو وتدٌ
مغروسٌ في أرضِه
يزدادُ عمقاً
يثبتُ
وبه يثبتُ جميعُ من حولِه

هو ماردٌ
جبارٌ
يزلزلُ الجبالَ
يحقّقُ المحالَ
لكن سرَه يبقى
في ابتسامة
محبوساً في قنينة!

هو قديس
وهو إبليس
فكل منا يحيا في قلب الله
ملاكاً متمرداً
وشيطاناً مزمع أن يكون

هو رجلٌ
بكل ما للرجولة من معانٍ
وهو طفلٌ
ما رأيت في بساطة قلبه
هو أب
هو ابن
هو أسطورة
هو..
هو إنسان
وهو نفسه باختصار!

عرفتُه من بعيد
عرفتُه وما عرفتُه
فالمعرفة أزلية أبدية لا تنتهي
لكني عرفتُ ما يكفيني لمعرفته
حتى الآن

ها هو يبدأ عاماً جديداً
بخبرة ضعف وألم
أو ربما هي تحدٍ جديد
فهو أيضاً رجل تحديات
ها هو
محمومٌ
ملازمٌ للفراش
يتحدث إليّ من خلف الجدران
جدار صمتٍ
جدار بُعدٍ
جدار عمرٍ
نتجاذبُ أطرافَ الحديث
من خلفِ شاشاتِ الحاسوب
نختبئُ وراءَها من بعضنا البعض
نتشارك على استحياء
بحرصٍ
وخوفٍ
وتوقٍ للقاء

أشعرُ بالغضبِ والفرحِ معاً
ما أجمله
ذاك الرجل
ما أجمله!
أريد أن أكون له ابنة
أتوق أن أكون له ابنة
فهل أكرم من أن أكون له ابنة وصديقة؟

هذا هو جل ما أريد
فلماذا لا تُفهم تلقائيتي؟
لماذا تبخل عليّ دنيا الرجال بهذه الحرية البريئة؟
لماذا أجدني دوماً في هذا المأزق الأخلاقي
حبيبة حيث لا يجب أن أُحَبْ!
أتلقى رسائلَ هيامٍ وشوقٍ وأغانٍ تذيب الحجر
فأدرك فجأة أننا قد "خرجنا عن النص"!!
عذراً
عندي عقدة فلا تؤاخذني
أشعر أني قد سقطتُ في حفرة!
قلبي ممزق
بين فرح وامتنان
وبين حيرة وثقل ذنب
منقسمة على ذاتي
أكاد أجن
لا أفهم
أشك في نفسي
يا إلهي ماذا أفعل!!!

أعرف في قرارة نفسي
أني لا أبغيك
لا أشتهيك
" وليس هذا بسبب"الظروف
لدي هذا الوعي وهذا اليقين
وأعرف أيضاً أنك لستَ "وقفة" على الطريق
أنت أغلى من أن تكون كذلك
بل حاشا لي أن تكون كذلك
أحببتك دوماً ومنذ البدء
وأبداً لم أحبك حب العاشقين
على الأقل هكذا اعتقدت
أحب زوجي وأخي وصديق عمري
وهذا ليس بجديد
أما أنت فنصف أبي
وهذا ليس بجديد أيضاً

ماذا أفعل إذن؟
أهرب؟
أختفي؟
أواجه؟
أخاطر؟
ماذا أفعل؟؟
أستمتع بوجودك
أستثمن المشاركة

أتمنى لو أستبقي العلاقة
أحترم مشاعرك جداً
بل أنحني أمام عمقها وأمام صدق التجربة
أنحني بالحري لأني لا أستحقها
با إلهي
!من أنا حتى تهديني هذه اللؤلؤة كثيرة الثمن؟
لكن القصة تختلف
فبقدر ما أحبك
وأجلك
وأفرح بك
بقدر ما أخاف
أنا لا أريد أن أخطئ إليك
لا أريد أن أخطئ إليهم
أسير فوق أسلاكٍ شائكة
أنسحب في الأغلب
لأن مجرد وجودي
يبدو في أحيانٍ كثيرةٍ خطيئة عظيمة
أنت لا تعلم كم أحترم تاريخك وبيتك وكل ما لك
وكم أحترم تاريخي وبيتي وكل ما لي
آه ماذا أفعل؟
ساعدني أرجوك
أخبرني
ماذا أفعل من أجلك؟
لا أريد أن أفقدك..
أخبرني كيف أكون ولا أكون؟

صدقني
أنا لا أخاف من مشاعري
ولا أنكرها
أنا أعرف أني أحبك لكن بشكل مختلف
أحبك على طريقتي
أحبك أخي الإنسان
أحبك صديق يفهمني
أحبك أستاذي ومعلمي
أحبك زوجاً لزوجتك
أحبك أباً لأولادك
أحبك نصف أبي
فاعطني هذه البركة أن أكون لك ابنة
ولا تلعنني بما لا أستحق
ولا أستطيع أن أقبل

آه..
كن حراً
فأنال حريتي
اسلَني
فأذكرك
اتركني
فأجدك من جديد
ارحل عني
فأركض إليك

وحينئذٍ
حينها فقط
ننال معاً بركة سماوية
وننهل من نبع جديد
نبع صداقة وحرية

يا نصف أبي..
يا نصف أبي..
هل تفهم صمتي وكلامي؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home