Saturday, July 09, 2005

!!في الصمت نشيد ، حضور.. وتخاريف

..إليكَ
َ"سألني : " وإلى متى لا تكتبين؟؟
.. ولم تكن عندي إجابة
.. أضفت إلى صمتي صمتاً
...وماذا أفعل وأنا لست أدري ماذا أكتب أو متى؟؟
...
أظنني أحيا ما هو فوق إدراكي
...
: أتعرف يا صديقي تلك الحالة
حين تبكي حتى تسقط من الإعياء؟
حين تفرح أكثر مما لعقلك أن يفهم؟
حين تجلس وحيداً في العراء
فيمتلئ صدرك من هواء لم يتنفسه أحد قبلك
و ترنِّم ترنيمة الكون من دون أن تتعلَّمها
حين تنهار جميع حصونك
فتكتشف أنها من ورق
وتصفق بكل ما أوتيت من قوة
حين تذوب بقايا أقنعتك كشمع أدركته النار
حين تختلط كلّ الدموع
وتغني كلّ الطيور
لأن نفسك قد تحرَّرت
لأن قلبك قد اشتعل بلهيب لا ينطفيء
لأن الحنين الذي فيك ثار على نفسه
فصرتَ تنهل من نبع الحياة
وتمتلئ
وراحت الحياة تتخطى ذاتها
...
أسمع النداءات من حولي
أذكر الوعود القديمة
أشتاق لرفقاء الطريق
أشتاق
أشتاق
أنتظر
أنتظر
ثم يغلبني الحب
..فأفيق من نعاسي
...
أفيق علي صوت خافت يردد ألحاني القديمة
وعيناكَ تطل من خلف رسالة
لطالما أحببت عينيكَ
عيناكَ شفافة صادقة
أرى من خلالهما قلبك البسيط المنبسط
وجهك جميل حين يبتسم
وحين يرمقني بنظرات أعجز عن وصفها
عيناك جميلة حين تخفيها
وحين تغمضها للصلاة
أنا أحب عينيك
قد رأيتها بخيالي في الرسالة
وفيها كانت الرسالة
...
أحتاج لرفقاء الطريق
أشتاق لرفقاء الطريق
أحلم برفقاء الطريق
وأنتظر رفقاء جدد
...
أدعو العفاريت
أستقبلهم في بيتي
في قلبي
وأضحك
...
أذكر صديقة كانت تشاركني الحديث عن العفاريت ومعهم
كان لها باع طويل في أمرهم
وكانت تسبقني إليهم
كنا نضحك معاً كثيراً
ولازلنا نفعل حين نلتقي
و الناس تضحك منا
والعفاريت تضحك من الجميع
العفاريت بلا وجود
لكنها موجودة لتضحك من الجميع
وأغلب الناس - للأسف- لا يرون عفاريتهم
ينكرون وجودها
فتتسلط حينئذ عليهم
...
شكوت عفاريتي مرة منذ سنوات
فقالت لي صديقتي أن العفاريت مهمة
والصراع ضروري
وأن عليَّ أن أصمد حتى أنال النعمة
وصدقتها
ثم اكتشفت أن النعمة لا تأتيني بعد رحيل العفاريت
بل مع قدومهم
!!أدركت أن العفاريت أيضاً نعمة
...
أنا أحب عفاريتي
..!!وأبشِّر بهم
...
أفكِّر
أقكِّر كثيراً
أفكِّر في أفكاري
أفكِّر كالعادة
وأنسى ما فيه فكَّرت
كالعادة
...
أعود لصمتي
أصمت رغم الثرثرة
وفي قلب هذا الصمت
أراك يا صديقي
وأرى فيك الباقين
أراهم معكَ.. ومعي
ألمس حضوركَ
وأشعر بالامتنان
أشعر بالامتنان والعجب
يالها من شركة سرِّية مقدسة
تلك التي لنا في الصمت
والصلاة
...
الآن أعود إلى صمتي
أعود بك إلى صمتي
!!أعود بك.. في قلبي