Monday, November 22, 2004

راحة

.. أيها الزمن
..أيها الرفاق
..أيتها الأوراق
...انتظروا.. توقفوا.. اثبتوا‍‍‍‍‍‍‍‍
!ما هذا الذي يجري؟
أين أنا؟ أين أنتم؟
أين تلك النغمات الكثيرة الجميلة التي كانت تملأ أذني منذ قليل؟؟
.. كان هناك صوت أبي وصوت أختي و"نجاة" تغني لهما
.. كان حفيف الأشجار ونقيق الضفادع في الحديقة المقابلة لمنزلنا
.. كانت بكر الأمطار تدق طبول الشتاء
..!!بل كان صوتي أنا مدوياً وصراخي يهز الجدران
...الموسيقى والألحان ، لماذا تبدَّدت؟
أرهفت، فإذا خطي الأقدام أيضاً تبتعد
...شيئاً فشيئاً تختفي
الأصوات جميعها أين ذهبت؟ لماذا صارت خافتة؟
..!!مهلاً ، فأنا لا أرى أيضاً ما كنت أرى
..أشياء كانت من حولي
.. أشياء كانت في يدي
أطوف الكون كله أبحث عنها بناظريَّ يائسة ولا أجدها
..الأشكال والألوان، لماذا احتجبت؟
،ولقطات كنت أجمعها، خيالي كان يحفظها
بدت ناقصة غير واضحة
..هربت مني تدريجياً هي الأخرى
حدَّقت، فإذا الكل يزوغ ويتراقص
لم ألمح إلا وميضاً بعيداً وبعض أطياف
حتى الأفق الدائم أبداً ممتداًً، عني قد غاب
الصور جميعها أين ذهبت؟ لماذا صارت باهتة؟
!ألعلي فقدت سمعي؟
!ألعلي فقدت بصري؟
!!مؤامرة
ثارت ثائرتي
..قلت أنهض.. أبحث.. أكتشف.. أقاوم.. أدافع
وإذ أنا هزيلة جداً منهكة
..لا أقوي حتى على الحراك
...ارتخت جميع عضلاتي أو شُلَّت
خارت جميع قواي
خانتني
أحسست الدم يسري في عروقي متخاذلاً
يأبى التدفق في الشرايين
.. قلبي واهن يعجز عن ضخ الحياة
أنفاسي أيضاً تباطأت و ثقلت جداً
...بات عسيراً أن أتنفس عمق الوجود
ثم فقدت بقايا اتزاني
،أصابتني نصف غيبوبة
شعرت وكأني حجر ثقيل يتسارع سقوطه
..!!وقد أًلقي به إلى هوة سحيقة
حاولت الإمساك بالفوضى والزحام والضجيج
البقية الباقية من إشارات النهار
لكنها كالعادة أفلتت مني
حاربت في استبسال وطمع وخوف وعناد
!! تحركهم جميعاً- بل تسكنهم- أعظم الحماقات
...صارعت نفسي حتى صُرعت
خلَّفت النور وراءي رغماً عني
...ومضيت فارغة - بل أُخذت- إلى مصيري المحتو م
،وفي لحظة
ساد الظلام التام
حلَّ السكون المطلق
تمرَّد عليَّ جسدي كله ، واستسلم
حسبتها رحلة الموت
.. وكانت تجديد الحياة
..!!كان قد غلبني... دفء النعاس و سحره

0 Comments:

Post a Comment

<< Home