Thursday, November 25, 2004

زهرة

إلي غريب
،ذات يومٍ كمثلِ باقي الأيام
قُطِفت زهرة
..!!أو كادت
...

..لا أعرف كم من الزهورِ تُقطَف كل يومٍ
..مئات؟.. آلاف؟.. ملايين؟؟
،يسعدُ الناس بقطفِ الزهور
وربما أيضاً تسعدُ الزهور؛
، لكني أعني زهرة واحدة
زهرة تهِمُّني بالأكثر
..لأنها كانت لي


زهرتي كانت عندي
،من قبلِ أن أفهمَ أسرارَ الزهور
تنمو معي يوماً فيومٍ
في سرِّية عجيبة
..وبساطة مطلقة
،لم يكن لها جمالٌ أخَّاذ
، لم يكن لها شذا فوَّاح
لكنها كانت لطيفة
..وعبيرها رقيق

أدركت بعد حين أنها يوماً ستُقطَف
،أو تذبل على عودِها وتذوي
..فحلَمتُ أن أهديَها لصديقٍ جميل
لم أعرفْ من أهدي زهرتي
لكني حفِظتُها؛
، وبقيتُ أرعاها قدر فقري
أهتم أيضاً بتهذيبها وتشذيبها
لأنها قبل كل شيء
..كانت لي


،وفي ليلةِ شتاءٍ باردة
..عصفتْ رياحٌ عاتية
رأيت زهرتي ترتجف
ترتعش
ترتعد
وحيدة في قلب الإعصار
راقبتها تميل
انحنت كثيراً قبل الانكسار
وبينما هي تألفُ موتَها
مرَّ بها عابر سبيل
حجبَ عنها بجسدِه أغلبَ الرياح
ثم أشاعَ منه دفءاً مُريحاً غامضاً كالسحر
هو حماها واحتواها
ولم أعرف قبلاً أن لملاكي الحارس جسدا
ذاك الجسد
انتصبَتْ زهرتي
واستقامتْ تشكر المخلِّص
فنظرَ إليها
وأحبها


هو رعاها وافتداها
اخترقَها بالحب
إذ وضعَ ذاته لأجلها
بحثَتْ كثيرأ عن هدية
ولم تجد
لم تجد أبدأً ما يوفي الدين
دينها عميق كعمق البحار
بعيد كعلو السماء
قديم كطول الأزمان
أبداً لم تجد هدية
لكن بقيَ العرفان
وكل امتنان


اقتربَ
فرحَتْ


اقتربَ
فوجِئتْ

مدَّ يدَه
ظننتُه أنا تمناها
كانت له زهرة بديعة
!فهل أراد زهرتي؟


مدَّ يدَه
صرخْتُ في قلبي


ما هو أوانُ زهرتي"
"..ما لزهرتي أن تُقطَف


مدًّ يدَه
فظهرَتْ لزهرتي أشواك
عرفْتُ أنها ستجرحه
أشفقْتُ عليها من هلاك
وأشفقْتُ عليه من الأشواك

مدَّ يدَه
ولمَّا خِفتُ أن يقطِفَها
!!!هممتُ أنا بقطفِها

.....

.....


قدَّمتُها إليه
زهرتي الذبيحة
قدَّمتُها إليه
هديةً
في جسارةٍ
وحبٍ
واستسلامٍ حرٍّ

...


: سأَلني الغريب والمرارةُ تملأَ جوفِه
لمَ فعَلتِ ما فعَلتِ؟؟ "
ما كنت لأؤذيها
تعجبُني زهرتُك
"..!!لكن.. تكفيني زهرتي

...


...


...


...


...


لعنتُ نفسي
ونعيتُها
فهل أقسى من أن أقتلَ أنا زهرتي الوحيدة؟
زهرتي الطيبة البريئة
ها هي تذبلُ أبداً
من دون أن أهديَها لصديقٍ لا أعرفُه


بكيتُها
وبكاها معي الغريب
رجوتُها
ورجاها معي الغريب


ذاك الغريب الحبيب


...


حمَلتُ زهرتي ومشَيت
مضَيتُ إلى بلاد النور
سِرتُ في عوالم الزهور
فوجدتُ الموتَ كالحياةِ
متجدداً
حزنت أنا لـ "موت" زهرتي
وما حزنت هي
كانت لها طمأنينة وفرح
ويقين أمين
:بل أنها ضحكت مني قائلة
،تتكلمين كإحدى الجاهلات
أما.. خُلقت لأعطى؟؟
....

مات الموت في الزمان
فكُتبت لزهرتي الحياة
من أجلها
من أجله
من أجلي
ومن أجل باقي الزهور

...


ما عادت تهم زهرتي
ما عادت تهم
غير أني وضعتُها بأرض جديدة
ورويتها بنهر من دموع وصلاة وسرور
....
جاهدت الجهاد الحسن
عاشت زهرتي أخيراً
عاشت
لكن بغير جذور


...


...


واليوم جاء الربيع
فمررت بزهرتي
ودُهِشتُ
فإذا زمنها زمن الحب
وإذا وريقات جديدة قد تفتحت
وإذا ألوان
وإذا أغصان
يا إلهي..
زهرتي الآن بستان


...


ولَّت الأزمان طويلها
فلَّت الأشجان عظيمها
و ما بقي سوى العرفان
وكل امتنان
25/11/2004

Monday, November 22, 2004

راحة

.. أيها الزمن
..أيها الرفاق
..أيتها الأوراق
...انتظروا.. توقفوا.. اثبتوا‍‍‍‍‍‍‍‍
!ما هذا الذي يجري؟
أين أنا؟ أين أنتم؟
أين تلك النغمات الكثيرة الجميلة التي كانت تملأ أذني منذ قليل؟؟
.. كان هناك صوت أبي وصوت أختي و"نجاة" تغني لهما
.. كان حفيف الأشجار ونقيق الضفادع في الحديقة المقابلة لمنزلنا
.. كانت بكر الأمطار تدق طبول الشتاء
..!!بل كان صوتي أنا مدوياً وصراخي يهز الجدران
...الموسيقى والألحان ، لماذا تبدَّدت؟
أرهفت، فإذا خطي الأقدام أيضاً تبتعد
...شيئاً فشيئاً تختفي
الأصوات جميعها أين ذهبت؟ لماذا صارت خافتة؟
..!!مهلاً ، فأنا لا أرى أيضاً ما كنت أرى
..أشياء كانت من حولي
.. أشياء كانت في يدي
أطوف الكون كله أبحث عنها بناظريَّ يائسة ولا أجدها
..الأشكال والألوان، لماذا احتجبت؟
،ولقطات كنت أجمعها، خيالي كان يحفظها
بدت ناقصة غير واضحة
..هربت مني تدريجياً هي الأخرى
حدَّقت، فإذا الكل يزوغ ويتراقص
لم ألمح إلا وميضاً بعيداً وبعض أطياف
حتى الأفق الدائم أبداً ممتداًً، عني قد غاب
الصور جميعها أين ذهبت؟ لماذا صارت باهتة؟
!ألعلي فقدت سمعي؟
!ألعلي فقدت بصري؟
!!مؤامرة
ثارت ثائرتي
..قلت أنهض.. أبحث.. أكتشف.. أقاوم.. أدافع
وإذ أنا هزيلة جداً منهكة
..لا أقوي حتى على الحراك
...ارتخت جميع عضلاتي أو شُلَّت
خارت جميع قواي
خانتني
أحسست الدم يسري في عروقي متخاذلاً
يأبى التدفق في الشرايين
.. قلبي واهن يعجز عن ضخ الحياة
أنفاسي أيضاً تباطأت و ثقلت جداً
...بات عسيراً أن أتنفس عمق الوجود
ثم فقدت بقايا اتزاني
،أصابتني نصف غيبوبة
شعرت وكأني حجر ثقيل يتسارع سقوطه
..!!وقد أًلقي به إلى هوة سحيقة
حاولت الإمساك بالفوضى والزحام والضجيج
البقية الباقية من إشارات النهار
لكنها كالعادة أفلتت مني
حاربت في استبسال وطمع وخوف وعناد
!! تحركهم جميعاً- بل تسكنهم- أعظم الحماقات
...صارعت نفسي حتى صُرعت
خلَّفت النور وراءي رغماً عني
...ومضيت فارغة - بل أُخذت- إلى مصيري المحتو م
،وفي لحظة
ساد الظلام التام
حلَّ السكون المطلق
تمرَّد عليَّ جسدي كله ، واستسلم
حسبتها رحلة الموت
.. وكانت تجديد الحياة
..!!كان قد غلبني... دفء النعاس و سحره

Sunday, November 21, 2004

كاركاتير

تيجي معايا؟ -
!إنتَ عبيط؟ -
لأ.. تيجي معايا؟؟-
.لأ-
!!إنتَ عبيط؟-

Friday, November 19, 2004

Challenge

Thanks for teasing me ;
without you, I could never make it better!!

Thursday, November 18, 2004

مونولوجان

قالَ عشقتُكِ
فانخلعَ قلبُها
..!!ولم تعشقه
، استشعرت ما هو مزمع أن يكون
،انسحبت
فتقدَّمَ هو
واقتربَ
.. حتى كادَ يلمسُها
،انكمشت
خافت أيضاً
..وهرولت
..هرول وراءها كالمجنون
أراد أن يعطيَها جُلَّ ما يملكُ
..!!بل أصرَّ
..أدركها
،وبكل كياسةٍ اقتحمَ خِدرَها
،ثم بمنتهى الرقة اغتصبَ حقَّها
،راح يداعبُ حُلمَها حتى كاد يبددُّه
،ظلَّ يدللُ طفلَها حتى كاد يخنِقُه
..حاصرها
فأضاءَ وجهُه كالشمسِ
وكأنه قد امتلكَ الكونَ
، ظنَّ أنه أخيراً.. امتلكَها
ولم يدرِ أنه في ذاتِ اللحظةِ
!!كان قد أتمَّ فقدانَها
نظرَ إليها وفي عينيه لهيبُ عاشقٍ
..ٍوبراءةُ طفل
نظرت هي إلى عينيه في الصميم
..وعيناها تنطقان حباً آخر لم يدركه
كانت فتاتَه
..!!ولم يكن يوماً فتاها
أعادت عليه ما أسلفت كثيراً
في وضوحٍ فقيرٍ وقلةِ حيلة هي كل ما لها
"آسفة حقاً.. لا يمكنني قبول جوهرتك"
ثم انكسرت عيناها
...وانكسرمعهما قلبه
:صرخ هامساً
أما أنا فأحبُّكِ جداًً"
وقد اخترتُ أن أبقى لكِ حتى الموت
"!!وإن كنتِ لا تفهمين
تزلزل أيضاً كيانُها
وتبدلت حياتُها
حلَّت وجيعته بها
فكرهت حتى نفسَها
...و أبداً لم تستطع أن تعشقه
، حرٌ هو
،حرةٌ هي
،عاجزٌ هو
، عاجزةٌ هي
..هو وهي ومشوار جميل من ألم لم ينته
بات عليها أن ترحل مجدداً
وكأن الرحيل هو الدور الوحيد
الذي كُتِبَ لها أن أن تلعبَ منذ ابتدأت القصة ؛
لكن هذه المرة اختلفت هيئتها
.. تجلَّدت
..تصَّلبت
استدعت كل ما بها من طاقات الشر
واستجمعت كل غدرِها وتوحشِها واستبدادِها
..لتكتبَ وحدها النهاية
رحلت عنه أبدياً في منتهى القسوة
..!!وكانت... تطلب له النجاة

Wednesday, November 17, 2004

عبثٌ؟

، صديقي هو كنزي
..وعدوي هدية لم أفتحها بعد
!!عبثٌ هذا أم..... ملكوت

Tuesday, November 16, 2004

خيرُ الولوجِ

لِمَ التسلل؟
لِمَ الاقتحام؟
تريد الدخول؟؟
..!!اقرع الباب

Monday, November 15, 2004

غرور

الإشفاق ليس حباً لأنه أصم ؛
..أخي، إن شئتَ شركة أصيلة فاختر أن تصغيَ كثيراً
..!!ولاتتصدق عليَّ لأني لا أتسول

Sunday, November 14, 2004

!جهاد أم مستحيلاته؟

، ياغبياً
لا تصغِ لغبيٍ آخر يمتدح غباءكَ
.فتحتفلان و منتهى الغباء
،ويا جاهلاً
لا تنحزْ لجاهلٍ آخر يعزز جهلكَ
.فتكتفيان و منتهى الجهل
...ويا فاشلاً
...ويا ضالاً
...ويا بائساً
!! إلى آخر هذه القائمة الظريفة التي أتقدمها ولا حرج ....

Saturday, November 13, 2004

نكتة

،ذات يومٍ
امتدحَ بعضُ الأغبياءِ الأوفياءِ صلابتي
،فإذ كان مدحاً فرحت
..وإذ كان وهماً ضحكت
..رفقاء ما عرفوني
..!!فقراء ما عرِفوا حلاوةَ الذوبانِ

Friday, November 12, 2004

ألوان

جدَّتي لأبي تتشحُ بالسوادِ منذ أكثر من عشرين عاماً
..!!أي ما يقلُّ قليلاً عن عمري كله
ترى.. لماذا تصرُّ علي هذا السوادِ؟
..!!بل هل تصرُّ عليه؟
هل هي إلى الآن حزينة؟
هل يستمر حدادُها وفاءً وإبقاءً على العهد والذكرى؟
أم أنها من فرطِ ما التصقت بالسواد ، قد نسيت باقي الألوان؟
.. كذا نحن وشبيه السؤال
،منا من يضحك لأنه سعيد ومن يضحك لأنه اعتاد الضحك أو غير ذلك
،من يبكي لأنه حزين و من يبكي لأنه اعتاد البكاء أو غير ذلك
فإن ضحكنا أو بكينا
إن ذهبنا أو أتينا
وفي كل ما تمتدُ إليه أيدينا
..من نكون؟؟
أنا لا تعنيني ألوانٌ
...يعنيني الحقُ وصدقُ الألوانِ

Thursday, November 11, 2004

على الهامش

على هامشِ الحياةِ
-إن كان للحياةِ هامشٌ-
...أقفُ أنا لأسجِّلَ بعضاً من سطوري
وهل أبغي شيئاً غير "الحياة"؟